الخميس، 26 مايو 2011

إنهم لا يستسلمون !!

لقد اقتنعت الان تمام الاقتناع ان النجاح لا يملك فى جعبته وصفة سحرية، ولن يأتى الوقت الذى نرى فيه الناجح يقول هذا الأمر قد غير حياتى إلى الأبد، فحتى لو كانت هناك كلمات سحرية كما يقولون أو مواقف عصيبة قد تغير مجرى الأحداث، فإن هناك مايسمى بالإرادة والعزيمة التى تحفر فى الصخور حتى تخرج مياه التألق والنجاح.
عندما ذاكرت قصص الناجحين لم أرى تلك النقطة التى يتمحور حولها الأحداث، والتى ربما تخلق واقع أسعد، حتى وإن حاول مسردوا قصص النجاح أن يستعينوا بالحبكات الدرامية، حتى يصور لك النقطة التى قلبت حال الناجحين إلى الأفضل.
أرى الأمر كله متعلق بالمحاولة والخطأ، محاولة وخطأ، تخبط وتشتت، ثم ينتابك بعض التركيز، ثم تعود للتشتت، ثم تخطأ وتخطأ إلى أن تكتسب خبرة الحياة، التى ستؤهلك لأن تكسب معارك الحياة بجدارة.
ما أنا متأكد منه بشأن هذا الأمر، أمر النجاح، أن أكبر فرق بين الناجح والفاشل، هو العمل والاستجابة للظروف، ففى حين أن الفاشل عندما يتعرض لموقف صعب، يلعن الظروف و يعمل عقله ليجد الأعذار، أجد الناجح يسأل نفسه ماذا عليا أن أفعل الآن من أجل تحسين الأمور.
وما أنا متأكد منه تماماً أنه لا يوجد ناجح لم يصبه بعض الإحباط يوماً ما، ولكنى متأكد أن لحظة الإحباط هذه ماتلبث حتى تتحول إلى طاقة تفائل وتحفيز هائلة تدفع هذا الشخص إلى أن يحاول من جديد، فقد يكون، وهو كذلك بالفعل، على بعد خطوات قليلة من النور، وفى حين يرى الناجح هذا النور، لا يستطيع الخاسر بنظرته القاصرة أن يراه، لقد استسلم، ربما على بعد خطوة أو أقل.
لم أرى فضيلة فى الأشخاص الناجحين مثل حبهم للعمل، فإنهم حتى فى أحلك الظروف والمواقف لا يقفون كثيراً يترددون، لا تجدهم يفكرون، أكمل .. لا.. لن أستطيع.. بل سأكمل.. سأحاول.. هل أستطيع.؟!
إن هذا التردد هو سمة النفوس الضعيفة، ولكنى أرى الناجح لا يُشغل تفكيره كثيراً بمثل هذه الترهات، إنه يرى نجاحه ولا يشغله كثيراً بأن يعرف إذا كانت ستساعده الظروف أو ستتخلى عنه، إنه لا يرى إلا العمل، سيعمل أكثر وسيجتهد حتى النهاية، ولن يستسلم حتى لو بدت الأمور مستحيلة، إنه يقاتل حتى النهاية.
نقطة أخيرة تخص هؤلاء الناجحين فى حياتهم، وهى أنهم عاشقين للمغامرة، آخذين بالمخاطرات، فالحياة مغامرة بالنسبة إليهم، ماذا هناك ليخسروه، لقد تعودوا على اتخاذ القرارات الصعبة فى الأوقات الصعبة، وها هم يجنون ثمار شجاعتهم وقرارتهم الجريئة، وهذا هو التاريخ أمامكم لا يذكر قصة ناجح حتى يذكر معه قراراته الشجاعة الجرئية التى انقذت كثيراً، وكانت فى الأغلب نقاط فاصلة فى حياة هؤلاء الناس.
(تسألنى ليه أبدأ المدونة بالمقالة دى؟! أقولك مش عارف.. بس متفائل بيها :)